الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ جَزَآءً وِفَاقاً } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً } * { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } * { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } * { فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً }

يقول تعالى ذكره: هذا العقاب الذي عُوقِب به هؤلاء الكفار في الآخرة، فعلَه بهم ربهم جزاء، يعني: ثواباً لهم على أفعالهم وأقوالهم الرديئة التي كانوا يعملونها في الدنيا، وهو مصدر من قول القائل: وافق هذا العقاب هذا العلم وِفاقاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { جَزَاءً وِفاقاً } يقول: وافق أعمالهم. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { جَزَاءً وِفاقاً } وافق الجزاء أعمال القوم أعمال السوء. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع { جَزَاءً وِفاقاً } قال: بحسب أعمالهم. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: ثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع، في قوله: { جَزَاءً وِفاقاً } قال: ثواب وافَق أعمالهم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { جَزَاءً وِفاقاً } قال: عملوا شرّاً، فجزوا شرًّا، وعملوا حسناً، فجزوا حسناً، ثم قرأ قول الله:ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءُوا السُّوأى } حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { جَزَاءً وِفاقاً } قال: جزاء وافق أعمال القوم. حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { جَزَاءً وِفاقاً } قال: وافق الجزاء العمل. وقوله: { إنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً } يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء الكفار كانوا في الدنيا لا يخافون محاسبة الله إياهم في الآخرة على نعمه عليهم، وإحسانه إليهم، وسوء شكرهم له على ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { لا يَرْجُونَ حِساباً } قال: لا يبالون فيصدّقون بالغيب. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً } أي لا يخافون حساباً. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { إنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً } قال: لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب، وكيف يرجو الحساب من لا يُوقن أنه يحيا، ولا يوقن بالبعث وقرأ قول الله:بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الأوَّلُونَ قالُوا أئِذَا مِتْنا وكُنَّا تُرَاباً... } إلى قوله { أساطِيرُ الأوَّلِينَ } ، وقرأ:هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّق... } إلى قولهجَدِيدٍ } فقال بعضهم لبعض: مالهأفْترَى عَلى اللّهِ كَذِباً أمْ بِه جِنَّةٌ }

السابقالتالي
2