الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } * { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً }

يقول تعالى ذكره: { وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ }: وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناءً، وكانت السماء للأرض سقفاً، فخاطبهم بلسانهم، إذ كان التنزيل بلسانهم، وقال: { سَبْعاً شِدَاداً } إذ كانت وثاقاً محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهن مرّ الليالي والأيام. وقوله: { وَجَعَلْنا سِرَاجاً وَهَّاجاً } يقول تعالى ذكره: وجعلنا سراجاً، يعني بالسراج: الشمس. وقوله { وَهَّاجا } ً يعني: وقاداً مضيئاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: { وَجَعَلْنا سِرَاجاً وَهَّاجاً } يقول: مضيئاً. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وهَّاجاً } يقول: سراجاً منيراً. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { سِرَاجاً وَهَّاجاً } قال: يتلألأ. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { سِرَاجاً وَهَّاجاً } قال: الوهاج: المنير. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { سِرَاجاً وَهَّاجاً } قال: يتلألأ ضوءه. وقوله: { وأنْزَلْنا مِنَ المُعْصِرَاتِ } اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالمعصِرات، فقال بعضهم: عُنِي بها الرياح التي تعصر في هبوبها. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وَأنْزَلْنا مِنَ المُعْصِرَاتِ } فالمعصرات: الريح. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة، أنه كان يقرأ: «وَأنْزَلْنا بالمُعْصِرَاتِ» يعني: الرياح. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { مِنَ المُعْصِرَاتِ } قال: الريح. وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: هي في بعض القراءات: «وَأنْزَلْنا بالمُعْصِرَاتِ»: الرياح. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَأنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ } قال: المعصرات: الرياح، وقرأ قول الله:الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً... } إلى آخر الآية. وقال آخرون: بل هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولمَّا تمطر، كالمرأة المعصر التي قد دنا أوان حيضها ولم تحض. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { مِنَ المُعْصِرَاتِ } قال: المعصرات: السحاب. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله { وأنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ } يقول: من السحاب.

السابقالتالي
2