الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ }

يقول تعالـى ذكره: فأدبر صالـح عنهم حين استعجلوه العذاب وعقروا ناقة الله خارجاً عن أرضهم من بـين أظهرهم لأن الله تعالـى ذكره أوحى إلـيه: إنـي مهلكهم بعد ثلاثة. وقـيـل: إنه لـم تهلك أمة ونبـيها بـين أظهرها، فأخبر الله جلّ ثناؤه عن خروج صالـح من بـين قومه الذين عتوا علـى ربهم حين أراد الله إحلال عقوبته بهم، فقال: فتولَّـى عنهم صالـح، وقال لقومه ثمود: لقد أبلغتكم رسالة ربـي، وأدّيت إلـيكم ما أمرنـي بأدائه إلـيكم ربـي من أمره ونهيه، ونصحت لكم فـي أدائي رسالة الله إلـيكم فـي تـحذيركم بأسه بإقامتكم علـى كفركم به وعبـادتكم الأوثان، { وَلَكِنْ لا تُـحِبُّونَ النَّاصحِينَ } لكم فـي الله الناهين لكم عن اتبـاع أهوائكم الصادّين لكم عن شهوات أنفسكم.