الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

وهذا أيضاً خبر من الله عزّ ذكره عن قيل نوح لقومه أنه قال لهم إذْ ردّوا عليه النصيحة في الله، وأنكروا أن يكون الله بعثه نبيًّا، وقالوا له:ما نَرَاكَ إلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أرَاذِلُنا بادِيَ الرأيِ وَما نَرَى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبِينَ } { أوَ عَجِبْتُمْ أنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ } يقول: أو عجبتم أن جاءكم تذكير من الله وعظة، يذكركم بما أنزل ربكم على رجل منكم. قيل: معنى قوله: { على رَجُلٍ منْكُمْ } مع رجل منكم { لِيُنْذِرَكُمْ } يقول: لينذركم بأس الله، ويخوّفكم عقابه على كفركم به. { وَلِتَتَّقُوا } يقول: وكي تتقوا عقاب الله وبأسه، بتوحيده وإخلاص الإيمان به والعمل بطاعته. { ولَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } يقول: وليرحمكم ربكم إن اتَّقيتم الله وخفتموه وحذّرتم بأسه. وفُتحت الواو من قوله: { أوَ عَجِبْتُمْ } لأنها واو عطف دخلت عليها ألف استفهام.