الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ }

يقول جلّ ثناؤه: { وَنادَى أصحَابُ الأعْرَافِ رِجالاً } من أهل الأرض { يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ } سيما أهل النار، { قالُوا ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ } ما كنتم تجمعون من الأموال والعدد في الدنيا، { وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } يقول: وتكبركم الذي كنتم تتكبرون فيها. كما: حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: فمرّ بهم يعني بأصحاب الأعراف ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم قال: يقول: قال أصحاب الأعراف: { ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ }. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: { وَنادَى أصحَابُ الأعْرَافِ رِجالاً } قال: في النار، { يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ } وتكبركم، { وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ }. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز: { وَنادَى أصحَابُ الأعْرَافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } قال: هذا حين دخل أهل الجنة الجنة، { أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ... } الآية. قلت لأبي مجلز: عن ابن عباس؟ قال: لا بل عن غيره. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز: { وَنادَى أصحَابُ الأعْرَافِ رِجالاً يَعْرفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ } قال: نادت الملائكة رجالاً في النار يعرفونهم بسيماهم: { ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ } قال: هذا حين دخل أهل الجنة الجنة،ادْخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أنْتُمْ تَحْزَنونَ } حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَنادَى أصحَابُ الأعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ } فالرجال عظماء من أهل الدنيا قال: فبهذه الصفة عرف أهل الأعراف أهل الجنة من أهل النار. وإنما ذكر هذا حين يذهب رئيس أهل الخير ورئيس أهل الشرّ يوم القيامة. قال: وقال ابن زيد في قوله: { ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } قال: على أهل طاعة الله.