الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن آدم وحوّاء فيما أجاباه به، واعترافهما على أنفسهما بالذنب، ومسألتهما إياه المغفرة منه والرحمة، خلاف جواب اللعين إبليس إياه. ومعنى قوله: { قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أنْفُسَنا } قال: آدم وحوّاء لربهما: يا ربنا فعلنا بأنفسنا من الإساءة إليها بمعصيتك وخلاف أمرك وبطاعتنا عدوّنا وعدوّك، فيما لم يكن لنا أن نطيعه فيه من أكل الشجرة التي نهيتنا عن أكلها. { وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا } يقول: وإن أنت لم تستر علينا ذنبنا فتغطيه علينا، وتترك فضيحتنا به بعقوبتك إيانا عليه، وترحمنا بتعطفك علينا، وتركك أخذنا به { لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ } يعني: لنكوننّ من الهالكين. وقد بيَّنا معنى الخاسر فيما مضى بشواهده والرواية فيه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: قال آدم عليه السلام: يا ربّ، أرأيت إن تبت واستغفرتك؟ قال: إذاً أدخلك الجنة وأما إبليس فلم يسأله التوبة، وسأل النظِرة، فأعطى كلّ واحد منهما ما سأل. حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله: { رَبَّنا ظَلَمْنا أنْفُسَنا وَإن لَمْ تَغْفِرْ لَنا }... الآية، قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه.