يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لسائلـيك عن الساعة أيَّان مرساها: { لا أمْلِك لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً } يقول: لا أقدر علـى اجتلاب نفع إلـى نفسي، ولا دفع ضرّ يحلّ بها عنها إلاَّ ما شاء الله أن أملكه من ذلك بأن يقوّينـي علـيه ويعيننـي. { وَلَوْ كُنْتُ أعْلَـمُ الغَيْبَ } يقول: لو كنت أعلـم ما هو كائن مـما لـم يكن بعد { لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الـخَيْرِ } يقول: لأعددت الكثـير من الـخير. ثم اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـخير الذي عناه الله بقوله: { لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الـخَيْرِ } فقال بعضهم: معنى ذلك: لاستكثرت من العمل الصالـح. ذكر من قال ذلك. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج: قوله: قُلْ لا أمْلِك لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا } قال: الهدى والضلالة. { لَوْ كُنْتُ أعْلَـمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الـخَيْرِ } قال: أعلـم الغيب متـى أموت لاستكثرت من العمل الصالـح. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلَوْ كُنْتُ أعْلَـمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الـخَيْرِ وَما مَسَّنِـيَ السُّوءُ }: قال: لاجتنبت ما يكون من الشرّ واتقـيته. وقال آخرون: معنى ذلك: ولو كنت أعلـم الغيب لأعددت للسنَّة الـمـجدبة من الـمخصبة، ولعرفت الغلاء من الرخص، واستعددت له فـي الرخص. وقوله: { وَما مَسَّنِـيَ السُّوءُ } يقول: وما مسنـي الضرّ. { إنْ أنا إلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } يقول: ما أنا إلاَّ رسول الله أرسلنـي إلـيكم، أنذر عقابه من عصاه منكم وخالف أمره، وأبشر بثوابه وكرامته من آمن به وأطاعة منكم. وقوله: { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يقول: يصدّقون بأنـي لله رسول، ويقرّون بحقـية ما جئتهم به من عنده.