الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ }

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: تأويل ذلك: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ } في ظهر آدم أيها الناس، { ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } في أرحام النساء خلقاً مخلوقاً ومثالاً ممثَّلاً في صورة آدم. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } ، قوله: { خَلَقْناكُمْ } يعني آدم، وأما صوّرناكم فذرّيته. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ }... الآية، قال: أما خلقناكم فآدم، وأما صوّرناكم: فذرّية آدم من بعده. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ } يعني: آدم، { ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } يعني: في الأرحام. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، في قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } يقول: خلقناكم خلق آدم، ثم صوّرناكم في بطون أمهاتكم. حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } يقول: خلقنا آدم ثم صوّرنا الذرية في الأرحام. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } قال: خلق الله آدم من طين، ثم صوّرناكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق، علقة ثم مضغة ثم عظاماً، ثم كسا العظام لحماً، ثم أنشأناه خلقاً آخر. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: خلق الله آدم ثم صوّر ذرّيته من بعده. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمر بن هارون، عن نصر بن مشارس، عن الضحاك: { خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } قال: ذرّيته. حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك، قوله: { ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ } يعني آدم، { ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } ، يعني: ذرّيته. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولقد خلقناكم في أصلاب آبائكم ثم صوّرناكم في بطون أمهاتكم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُم صَوَّرْناكُمْ } قال: خلقناكم في أصلاب الرجال، وصوّرناكم في أرحام النساء. حدثني المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، مثله. حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت الأعمش يقرأ: { وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } قال: خلقناكم في أصلاب الرجال، ثم صوّرناكم في أرحام النساء. وقال آخرون: بل معنى ذلك: { خَلَقْناكُمْ } يعني آدم، { ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ } يعني في ظهره.

السابقالتالي
2 3