الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ }

يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله: { ما أغْنَى عَنِّى ماليَهْ } يعني أنه لم يدفع عنه ماله الذي كان يملكه في الدنيا من عذاب الله شيئاً { هَلَكَ عَنِّى سُلْطانِيَهْ } يقول: ذهبت عنى حججى، وضلت، فلا حجة لي أحتجّ بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، مقال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس { هَلَكَ عَنِّى سُلْطانِيَهْ } يقول: ضلت عنى كلّ بينة فلم تغن عنى شيئا. حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطُّفاويّ، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن النضر بن عربي، قال: سمعت عكرِمة يقول: { هَلَكَ عَنِّى سُلْطانِيَهْ } قال: حُجتي. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله { هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيَهْ } قال: حُجتي. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { هَلَكَ عَنِّى سُلْطانِيَهْ } أما والله ما كلّ من دخل النار كان أمير قرية يجبيها، ولكن الله خلقهم، وسلطهم على أقرانهم، وأمرهم بطاعة الله، ونهاهم عن معصية الله. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيَهْ } يقول: بينتي ضلَّت عني. وقال آخرون: عنى بالسلطان في هذا الموضع: الملك. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { هَلَكَ عَنِّى سُلْطانِيَهْ } قال: سلطان الدنيا. وقوله: { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } يقول تعالى ذكره لملائكته من خزّان جهنم: { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ } يقول: ثم في جهنم أوردوه ليصلى فيها { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً فاسْلُكُوهُ } يقول: ثم اسكلوه في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً بذراعٍ اللَّهٌ أعلم بقدر طولها. وقيل: إنها تدخل في دُبُره، ثم تخرج من منخريه. وقال بعضهم: تدخل في فيه، وتخرج من دبره. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق، قال: سمعت نَوْفاً يقول: { فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً } قال: كلّ ذراع سبعون باعاً، الباع: أبعد ما بينك وبين مكة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني نسير، قال: سمعت نوفاً يقول في رحبة الكوفة في إمارة مصعب بن الزبير في قوله { فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً } قال: الذراع: سبعون باعاً، الباع: أبعد ما بينك وبين مكة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن نسير بن ذعلوق أبي طعمة، عن نوف البكالي { فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } قال: كلّ ذراع سبعون باعاً، كلّ باع أبعد مما بينك وبين مكة وهو يومئذٍ في مسجد الكوفة.

السابقالتالي
2