يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم، وذلك أدب القرن الذي أدّبه الله به، وهو الإسلام وشرائعه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } يقول: دين عظيم. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } يقول: إنك على دين عظيم، وهو الإسلام. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال: الدين. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: سألت عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن، تقول: كما هو في القرآن. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ذُكر لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. حدثنا عُبيد بن آدم بن أبي إياس، قال: ثني أبي، قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعيد بن هشام، قال: أتيت عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، فقلت: أخبريني عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ: { وإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ }. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جُبير بن نُفَير قال: حججت فدخلت على عائشة، فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن. حدثنا عبيد بن أسباط، قال: ثني أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، في قوله: { وَإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيمٍ } قال: أدب القرآن. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله { وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال: على دين عظيم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: { لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } يعني دينه، وأمره الذي كان عليه، مما أمره الله به، ووكله إليه. وقوله: { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بأَيِّكُمُ المُفْتُون } يقول تعالى ذكره: فسترى يا محمد، ويرى مشركو قومك الذين يدعونك مجنونا { بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ }.