الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ }

يقول تعالى ذكره: وقال الفوج الذي ألقي في النار للخَزَنة: { لَوْ كُنَّا } في الدنيا { نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ } من النُّذُر ما جاءونا به من النصيحة، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه { ما كُنَّا } اليوم { فِي أصحَابِ السَّعِيرِ } يعني أهل النار. وقوله: { فاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ } يقول: فأقرّوا بذنبهم ووحَّد الذنب، وقد أضيف إلى الجمع، لأن فيه معنى فعل، فأدّى الواحد عن الجمع، كما يقال: خرج عطاء الناس، وأعطية الناس { فَسُحْقاً لأصحَاب السَّعِيرِ } يقول: فبُعداً لأهل النار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: { فَسُحْقاً لأصحَابٍ السَّعِيرِ } يقول: بُعداً. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير { فَسُحْقاً لأصَحابِ السَّعِيرِ } قال: سُحقاً: واد في جهنم. والقرّاء على تخفيف الحاء من السُّحْق، وهو الصواب عندنا لأن الفصيح من كلام العرب ذلك، ومن العرب من يحرّكها بالضمّ.