الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

" واللَّهِ لأُرْضِيَنَّكِ فإنّي مُسِرّ إلَيْكِ سِراً فاحْفَظِيهِ " قالت: ما هو؟ قال: " إنّي أُشْهِدُكِ أنَّ سُرِّيَّتِي هَذِهِ عَليَّ حَرَامٌ رِضاً لكِ " وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرّت إليها أن أبشري إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد حرّم عليه فتاته، فلما أخبرت بسرّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أظهر الله عزّ وجلّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه { يا أيُّها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ماأحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أزْوَاجِكَ }... إلى قولهوَهُوَ العَلِيمُ الْحَكِيمُ } حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا هشام الدستوائي، قال: كتب إليّ يحيى يحدّث عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جُبير، أن ابن عباس كان يقول: في الحرام يمين تكفرها. وقال ابن عباس:لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } يعني أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حرّم جاريته، فقال الله وجلّ ثناؤه: { يا أيُّها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ماأحَلَّ اللَّهُ لَكَ }... إلى قولهقَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمَانِكُمْ } فكفر يمينه، فصير الحرام يميناً. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا معتمر، عن أبيه، قال: أنبأنا أبو عثمان أن النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل بيت حفصة، فإذا هي ليست ثَمَّ، فجاءته فتاته، وألقى عليها ستراً، فجاءت حفصة فقعدت على الباب حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فقالت: والله لقد سئتني، جامعتها في بيتي، أو كما قالت قال: وحرّمها النبيّ صلى الله عليه وسلم، أو كما قال. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { يا أيُّها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ماأحَلَّ اللَّهُ لَكَ }... الآية، قال: كان حرم فتاته القبطية أمَّ ولده إبراهيم يقال لها مارية في يوم حفصة، وأسرّ ذلك إليها، فأطلعت عليه عائشة، وكانتا تظاهران على نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأحلّ الله له ما حرَّم على نفسه، فأُمر أن يكفر عن يمينه، وعوتب في ذلك، فقال:قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الْحَكِيمُ } قال قتادة: وكان الحسن يقول حرّمها عليه، فجعل الله فيها كفارة يمين. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حرّمها يعني جاريته، فكانت يميناً. حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان؟ قال: عائشة، وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أمِّ إبراهيم القبطية، أصابها النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة، فقالت: يا نبيّ الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئتَ إلى أحد من أزواجك بمثله في يومي وفي دوري، وعلى فراشي قال:

PreviousNext
1 2 4