يقول جلّ ثناؤه: هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام، إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض أرواحهم، أو أن يأتيهم ربك يا محمد بين خلقه في موقف القيامة { أوْ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } يقول: أو أن يأتيهم بعض آيات ربك وذلك فيما قال أهل التأويل: طلوع الشمس من مغربها. ذكر من قال من أهل التأويل ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { إلاَّ أنْ تَأتِيْهُمُ المَلائِكَةُ } يقول: عند الموت حين توفاهم، أو يأتي ربك ذلك يوم القيامة. { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } طلوع الشمس من مغربها. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } بالموت، { أوْ يَأْتَي رَبُّكَ } يوم القيامة، { أوْ يأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } قال: آية موجبة طلوع الشمس من مغربها، أو ما شاء الله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { هَلْ يَنْظُرونَ إلاَّ أنْ تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } يقول: بالموت، { أوْ يَأْتيَ رَبُّكَ } وذلك يوم القيامة، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ }. حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } عند الموت، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } يقول: طلوع الشمس من مغربها. حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله في قوله: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أوْ يَأْتَي رَبُّكَ أوْ يَأْتَي بعْضُ آياتِ رَبِّكَ } قال: يصبحون والشمس والقمر من ههنا من قبل المغرب كالبعيرين القرينين. زاد ابن حميد في حديثه: فذلك حين { لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمَانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْراً } وقال: كالبعيرين المقترنين. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } تقبض الأنفس بالموت، { أوْ يَأْتَي رَبُّكَ } يوم القيامة، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ }. القول في تأويل قوله تعالى: { يَوْمَ يَأْتي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً }. يقول تعالى ذكره: يوم يأتي بعض آيات ربك، لا ينفع من كان قبل ذلك مشركاً بالله أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية. وقيل: إن تلك الآية التي أخبر الله جلّ ثناؤه أن الكافر لا ينفعه إيمانه عند مجيئها: طلوع الشمس من مغربها. ذكر من قال ذلك وما ذُكِر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها } قال: