الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }

يقول جلّ ثناؤه: هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام، إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض أرواحهم، أو أن يأتيهم ربك يا محمد بين خلقه في موقف القيامة { أوْ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } يقول: أو أن يأتيهم بعض آيات ربك وذلك فيما قال أهل التأويل: طلوع الشمس من مغربها. ذكر من قال من أهل التأويل ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { إلاَّ أنْ تَأتِيْهُمُ المَلائِكَةُ } يقول: عند الموت حين توفاهم، أو يأتي ربك ذلك يوم القيامة. { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } طلوع الشمس من مغربها. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } بالموت، { أوْ يَأْتَي رَبُّكَ } يوم القيامة، { أوْ يأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } قال: آية موجبة طلوع الشمس من مغربها، أو ما شاء الله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { هَلْ يَنْظُرونَ إلاَّ أنْ تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } يقول: بالموت، { أوْ يَأْتيَ رَبُّكَ } وذلك يوم القيامة، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ }. حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } عند الموت، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ } يقول: طلوع الشمس من مغربها. حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله في قوله: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أوْ يَأْتَي رَبُّكَ أوْ يَأْتَي بعْضُ آياتِ رَبِّكَ } قال: يصبحون والشمس والقمر من ههنا من قبل المغرب كالبعيرين القرينين. زاد ابن حميد في حديثه: فذلك حين { لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمَانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْراً } وقال: كالبعيرين المقترنين. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ } تقبض الأنفس بالموت، { أوْ يَأْتَي رَبُّكَ } يوم القيامة، { أوْ يَأْتَي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ }. القول في تأويل قوله تعالى: { يَوْمَ يَأْتي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً }. يقول تعالى ذكره: يوم يأتي بعض آيات ربك، لا ينفع من كان قبل ذلك مشركاً بالله أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية. وقيل: إن تلك الآية التي أخبر الله جلّ ثناؤه أن الكافر لا ينفعه إيمانه عند مجيئها: طلوع الشمس من مغربها. ذكر من قال ذلك وما ذُكِر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها } قال:

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9