الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }

يقول تعالى ذكره: ودعوا أيها الناس علانية الإثم وذلك ظاهره، وسرّه وذلك باطنه. كذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } أي قليله وكثيره وسرّه وعلانيته. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } قال: سرّه وعلانيته. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، في قوله: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } يقول: سره وعلانتيه، وقوله:ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } قال: سرَّه وعلانيته. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله: { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإثمِ وَباطَنهُ } قال: نهى الله عن ظاهر الإثم وباطنه أن يُعمل به سرًّا، أو علانية، وذلك ظاهره وباطنه. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } معصية الله في السرّ والعلانية. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } قال: هو ما ينوي مما هو عامل. ثم اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالظاهر من الإثم والباطن منه في هذا الموضع، فقال بعضهم: الظاهر منه: ما حرّم جلّ ثناؤه بقوله:وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ } قوله:حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ... } الآية، والباطن منه الزنا. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، في قوله: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } قال: الظاهر منه:لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إلاَّ ما قَدْ سَلَفَ } والأمهات، والبنات والأخوات. والباطن: الزنا. وقال آخرون: الظاهر: أولات الرايات من الزواني. والباطن: ذوات الأخدان. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { وَذَرُوا ظاهِرَ الإثمِ وَباطِنَهُ } أما ظاهره: فالزواني في الحوانيت. وأما باطنه: فالصديقة يتخذها الرجل فيأتيها سرّاً. حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثني عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { وَلا تَقْرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنَ } كان أهل الجاهلية يستسّرون بالزنا، ويرون ذلك حلالاً ما كان سرًّا، فحرّم الله السرّ منه والعلانية. ما ظهر منها: يعني العلانية، وما بطن: يعني السرّ. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي مكين وأبيه، عن خصيف، عن مجاهد: { لا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ } قال: ما ظهر منها: الجمع بين الأختين، وتزويج الرجل امرأة أبيه من بعده.

السابقالتالي
2