الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } * { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً }

يعني تعالى ذكره بقوله: { إذَا وَقَعَتِ الوَاقَعةُ }: إذا نزلت صيحة القيامة، وذلك حين يُنفخ في الصور لقيام الساعة. كما: حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { إذَا وَقَعتِ الوَاقِعَةُ } يعني: الصيحة. حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: { إذَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ } الواقعة والطامة والصاخة، ونحو هذا من أسماء القيامة، عظَّمه الله، وحذّره عباده. وقوله: { لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ } يقول تعالى: ليس لوقعة الواقعة تكذيب ولا مردودية ولا مثنوية، والكاذبة في هذا الموضع مصدر، مثل العاقبة والعافية. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ }: أي ليس لها مثنوية، ولا رجعة، ولا ارتداد.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ } قال: مثنوية. وقوله: { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } يقول تعالى ذكره: الواقعة حينئذٍ خافضة، أقواماً كانوا في الدنيا، أعزّاء إلى نار الله. وقوله: { رَافِعَةٌ } يقول: رفعت أقواماً كانوا في الدنيا وُضَعاء إلى رحمة الله وجنته. وقيل: خفضت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى. ذكر من قال في ذلك ما قلنا: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله، يعني العَتَكيّ، عن عثمان بن عبد الله بن سُراقة { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } قال: الساعة خفضت أعداء الله إلى النار، ورفعت أولياء الله إلى الجنة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } يقول: تخللت كلّ سهل وجبل، حتى أسمعت القريب والبعيد، ثم رفعت أقواماً في كرامة الله، وخفضت أقواماً في عذاب الله.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } قال: أسمعت القريب والبعيد، خافضة أقواماً إلى عذاب الله، ورافعة أقواماً إلى كرامة الله. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة، قوله: { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } قال: خفضت وأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى قال: فكان القريب والبعيد من الله سواء. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } قال: سمَّعت القريب والبعيد. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى، فكان فيها القريب والبعيد سواء. وقوله: { إذَا رُجَّتِ الأرْضُ رَجًّا } يقول تعالى ذكره: إذا زلزلت الأرض فحرّكت تحريكاً من قولهم السهم يرتجّ في الغرض، بمعنى: يهتزّ ويضطرب.

السابقالتالي
2 3