الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

يقول تعالى ذكره: { يُرْسَلُ عَليكُمَا } أيها الثقلان يوم القيامة { شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ } وهو لهبها من حيث تشتعل وتؤجَّج بغير دخان كان فيه ومنه قول رُؤْبة بن العجَّاج:
إنَّ لَهُمْ مِنْ وَقْعِنا أقْياظا   ونارُ حَرْب تُسْعِرُ الشُّوَاظا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } يقول: لَهَب النار. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } يقول: لهب النار. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: لهب النار. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزُّبيري، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: اللهب المتقطع. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمرو، عن منصور، عن مجاهد { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: الشُّواظ: الأخضر المتقطع من النار. قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال الشُّواظ: هذا اللهب الأخضر المتقطع من النار. قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله: { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: الشواظ: اللهب الأخضر المتقطع من النار. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك: الشُّوَاظُ: اللهب. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ }: أي لهب من نار. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: لهب من نار. وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } قال: الشواظ: اللهب، وأما النحاس فالله أعلم بما أراد به. وقال آخرون: الشُّواظ: هو الدخان الذي يخرج من اللهب. ذكر من قال ذلك: حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله { شُوَاظٌ مِنْ نارٍ } الدخان الذي يخرج من اللهب ليس بدخان الحطب. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: { شُوَاظٌ } ، فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة، غير ابن أبي إسحاق { شُوَاظٌ } بضم الشين، وقرأ ذلك ابن أبي إسحاق، وعبد الله بن كثير «شِوَاظٌ مِنْ نارٍ» بكسر الشين، وهما لغتان، مثل الصِوار من البقر، والصُّوار بكسر الصاد وضمها. وأعجب القراءتين إليّ ضمّ الشين، لأنها اللغة المعروفة، وهي مع ذلك قراءة القرّاء من أهل الأمصار.

السابقالتالي
2 3