الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } * { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ }

يقول تعالى ذكره: وما أمرنا للشيء إذا أمرناه وأردنا أن نكوّنه إلاَّ قولة واحدة: كن فيكون، لا مراجعة فيها ولا مرادّة { كَلَمْحٍ بالبَصَرِ } يقول جلّ ثناؤه: فيوجد ما أمرناه وقلنا له: كن كسرعة اللمح بالبصر لا يُبطىء ولا يتأخر، يقول تعالى ذكره لمشركي قريش الذين كذّبوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: ولقد أهلكنا أشياعكم معشر قريش من الأمم السالفة والقرون الخالية، على مثل الذي أنتم عليه من الكفر بالله، وتكذيب رسله { فَهَلْ مِنْ مُدَّكرٍ } يقول: فهل من مُتَّعظ بذلك منزجر ينزجر به. كما: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَلَقَدْ أهْلَكْنا أشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكرٍ } قال: أشياعكم من أهل الكفر من الأمم الماضية، يقول: فهل من أحد يتذكر. وقوله: { وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } يقول تعالى ذكره: وكل شيء فعله أشياعكم الذين مضوا قبلكم معشر كفَّار قريش في الزُّبر، يعني في الكتب التي كتبتها الحفظة عليهم. وقد يحتمل أن يكون مراداً به في أمّ الكتاب. كما: حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { فِي الزُّبُرِ } قال: الكُتب. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } قال: في الكتاب.