الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ }

يقول تعالى ذكره: وأن ربك هو أغنى من أغنى من خلقه بالمال وأقناه، فجعل له قُنية أصول أموال. واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم بالذي قلنا في ذلك. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمارة الأسديّ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن السديّ، عن أبي صالح، قوله: { أغْنَى وأقْنَى } قال: أغنى المال وأقنى القنية. وقال آخرون: عُنِي بقوله: { أغْنَى }: أخدم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } قال: أغنى: مَوَّل، وأقنى: أخدم. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، قوله: { أغْنَى وأقْنَى } قال: أخدم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { أغْنَى وأقْنَى } قال: أغنى وأخدم. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { أغْنَى وأقْنَى } قال: أعطى وأرضى وأخدم. وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أنه أغنى من المال وأقنى: رضي. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } قال: فإنه أغنى وأرضَى. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } قال: أغنى موّل، وأقنى: رضّى. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال:: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { أغْنَى } قال: موّل { وأقْنَى } قال رضّى. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } يقول: أعطاه وأرضاه. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثل حديث ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان. وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أنه أغنى نفسه، وأفقر خلقه إليه. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } قال: زعم حضرميّ أنه ذُكِر له أنه أغنى نفسه، وأفقر الخلائق إليه. وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أنه أغنى من شاء من خلقه، وأفقر من شاء. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وأنَّهُ هُوَ أغْنَى وأقْنَى } قال: أغنى فأكثر، وأقنى أقلّ، وقرأيَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَه } وقوله: { وأنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } يقول تعالى ذكره: وأن ربك يا محمد هو ربّ الشِّعْرَى، يعني بالشعرى: النجم الذي يسمى هذا الاسم، وهو نجم كان بعض أهل الجاهلية يعبده من دون الله.

السابقالتالي
2 3