الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ }

يقول تعالى ذكره: { أَفَمَنْ كَانَ } على برهان وحجة وبيان { مِنْ } أمر { رَبِّهِ } والعلم بوحدانيته، فهو يعبده على بصيرة منه، بأن له ربًّا يجازيه على طاعته إياه الجنة، وعلى إساءته ومعصيته إياه النار، { كمَنْ زُيِّنَ لَه سُوءُ عَمَلِهِ } يقول: كمن حسَّن له الشيطان قبيح عمله وسيئه، فأراه جميلاً، فهو على العمل به مقيم، { واتَّبَعُوا أهْوَاءَهُمْ } واتبعوا ما دعتهم إليه أنفسهم من معصية الله، وعبادة الأوثان من غير أن يكون عندهم بما يعملون من ذلك برهان وحجة. وقيل: إن الذي عُني بقوله: { أفمَنْ كانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } نبينا عليه الصلاة والسلام، وإن الذي عُنِي بقوله: { كمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ } هم المشركون.