قد تقدّم بيانُنا في معنى قوله: { حم* تَنْزِيلُ الكِتابِ } بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقوله: { ما خَلَقْنا السَّمَوَاتِ والأرْضَ وَما بَيْنَهُما إلاَّ بالحَقّ } يقول تعالى ذكره: ما أحدثنا السموات والأرض فأوجدناهما خلقاً مصنوعاً، وما بينهما من أصناف العالم إلا بالحقّ، يعني: إلا لإقامة الحقّ والعدل في الخلق. وقوله: { وأجَلٍ مُسَمًّى } يقول: وإلاّ بأجل لكل ذلك معلوم عنده يفنيه إذا هو بلغه، ويعدمه بعد أن كان موجوداً بإيجاده إياه. وقوله: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ } يقول تعالى ذكره: والذين جحدوا وحدانية الله عن إنذار الله إياهم معرضون، لا يتعظون به، ولا يتفكرون فيعتبرون.