الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ }

يقول تعالى ذكره: ويقال لهم حينئذٍ: { وَإذَا قِيلَ } لكم { إنَّ وَعْدَ اللّهِ } الذي وعد عباده، أنه محييهم من بعد مماتهم، وباعثهم من قبورهم { حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ } التي أخبرهم أنه يقيمها لحشرهم، وجمعهم للحساب والثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية، آتية { لا رَيْبَ } فِيها يقول: لا شكّ فيها، يعني في الساعة، والهاء في قوله: { فِيها } من ذكر الساعة. ومعنى الكلام: والساعة لا ريب في قيامها، فاتقوا الله وآمنوا بالله ورسوله، واعملوا لما ينجيكم من عقاب الله فيها { قُلْتُم ما نَدْرِي ما السَّاعَةُ } تكذيباً منكم بوعد الله جلّ ثناؤه، وردًّا لخبره، وإنكاراً لقُدرته على إحيائكم من بعد مماتكم. وقوله: { إنْ نَظُنُّ إلاَّ ظَناً } يقول: وقلتم ما نظنّ أن الساعة آتية إلاَّ ظناً { وَما نحْنُ بِمُسْتَيْقِنينَ } أنها جائية، ولا أنها كائنة. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: { والسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها } فقرأت ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة { و السَّاعَةُ } رفعاً على الابتداء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة «والسَّاعَةَ» نصباً عطفاً بها على قوله: { إنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ }. والصواب من القول في ذلك عندنا، أنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار صحيحتا المخرج في العربية متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.