الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، جواباً له عن دعائه إياه إذ قال: " يا ربّ إن هؤلاء قوم لا يؤمنون " { فاصْفَحْ عَنْهُم } يا محمد، وأعرض عن أذاهم { وَقُلْ } لهم { سَلامٌ } عليكم ورفع سلام بضمير عليكم أو لكم. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة «فَسَوْفَ تَعْلَمونَ» بالتاء على وجه الخطاب، بمعنى: أمر الله عزّ وجلّ نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك للمشركين، مع قوله: { سَلامٌ } ، وقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض قرّاء مكة { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } بالياء على وجه الخبر، وأنه وعيد من الله للمشركين، فتأويله على هذه القراءة: { فاصْفَحْ عَنْهُمْ } يا محمد وقُلْ سَلامٌ. ثم ابتدأ تعالى ذكره الوعيدَ لهم، فقال { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ما يلقون من البلاء والنكال والعذاب على كفرهم، ثم نسخ الله جلّ ثناؤه هذه الآية، وأمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم بقتالهم. كما: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة { فاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ } قال: اصفح عنهم، ثم أمره بقتالهم. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله تبارك وتعالى يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم { فاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }.