الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }

يقول تعالى ذكره: فاستخفّ فرعون خلقاً من قومه من القبط، بقوله الذي أخبر الله تبارك وتعالى عنه أنه قال لهم، فقبلوا ذلك منه فأطاعوه، وكذّبوا موسى، وقال الله: وإنما أطاعوا فاستجابوا لما دعاهم إليه عدوّ الله من تصديقه، وتكذيب موسى، لأنهم كانوا قوماً عن طاعة الله خارجين بخذلانه إياهم، وطبعه على قلوبهم، يقول الله تبارك وتعالى: { فَلَمَّا آسَفُونا } يعني بقوله: آسفونا: أغضبونا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { فَلَمَّا آسَفُونا } يقول: أسخطونا. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، { فَلَمَّا آسَفُونا } يقول: لما أغضبونا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { فَلَمَّا آسَفُونا }: أغضبونا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فَلَمَّا آسَفُونا } قال: أغضبوا ربهم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { فَلَمَّا آسَفُونا } قال: أغضبونا. حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ { فَلَمَّا آسَفُونا } قال: أغضبونا، وهو على قول يعقوب:يا أسَفِي عَلى يُوسُفَ } قال: يا حزَني على يوسف. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ } قال: أغضبونا، وقوله: { انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } يقول: انتقمنا منهم بعاجل العذاب الذي عجَّلناه لهم، فأغرقناهم جميعاً في البحر.