الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

يقول تعالى ذكره: والله الذي ينزل المطر من السماء فيغيثكم به أيها الناس { مِنْ بَعْدِما قَنَطُوا } يقول: من بعد ما يئس من نزوله ومجيئه { وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ } يقول: وينشر في خلقه رحمته، ويعني بالرحمة: الغيث الذي ينزله من السماء. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أجدبت الأرض، وقنط الناس، قال: مطروا إذن. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا } قال: يئسوا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: ذُكر لنا أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين قحط المطر، وقنط الناس قال: مطرتم { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا، وَيَنْشُرَ رَحْمَتَهُ }. وقوله: { وَهُوَ الوَلِيّ الحَميدُ } يقول: وهو الذي يليكم بإحسانه وفضله، الحميد بأياديه عندكم، ونعمه عليكم في خلقه.