الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ }

يقول تعالى ذكره: إلى الله يردّ العالمون به علم الساعة، فإنه لا يعلم ما قيامها غيره { وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أكمَامِها } يقول: وما تظهر من ثمرة شجرة من أكمامها التي هي متغيبة فيها، فتخرج منها بارزة { وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى } يقول: وما تحمل من أنثى من حمل حين تحمله، ولا تضع ولدها إلا بعلم من الله، لا يخفى عليه شيء من ذلك. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: { وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أكمامها } قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { مِنْ أكمَامِها } قال: حين تطلعُ. حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ { وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرة مِنْ أكمَامِها } قال: من طلعها والأكمام جمع كُمة، وهو كل ظرف لماء أو غيره، والعرب تدعو قشر الكفرَّاة كُمًّا. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: { مِنْ ثَمَرَاتٍ } فقرأت ذلك قرّاء المدينة: { مِنْ ثَمَرَاتٍ } على الجماع، وقرأت قرّاء الكوفة «مِنْ ثَمَرَةٍ» على لفظ الواحدة، وبأيّ القراءتين قرىء ذلك فهو عندنا صواب لتقارب معنييهما مع شهرتهما في القراءة. وقوله: { وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أيْنَ شُرَكائي } يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين به في الدنيا الأوثان والأصنام: أين شركائي الذين كنتم تشركونهم في عبادتكم إياي؟ { قالُوا آذَنّاكَ } يقول: أعلمناك { ما مِنَّا مِنْ شَهِيد } يقول: قال هؤلاء المشركون لربهم يومئذٍ: ما منا من شهيد يشهد أن لك شريكاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { آذَنَّاكَ } يقول: أعلمناك. حدثني محمد، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: { آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ } قالوا: أطعناك ما منا من شهيد على أن لك شريكاً.