الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } * { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ }

يقول تعالى ذكره: وقال المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه: يا قوم إني أخاف عليكم بقتلكم موسى إن قتلتموه مثل يوم الأحزاب الذين تحزّبوا على رسل الله نوح وهود وصالح، فأهلكهم الله بتجرئهم عليه، فيهلككم كما أهلكهم. وقوله: { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ } يقول: يفعل ذلك بكم فيهلككم مثل سنته في قوم نوح وعاد وثمود وفعله بهم. وقد بيَّنا معنى الدأب فيما مضى بشواهده، المغنية عن إعادته، مع ذكر أقوال أهل التأويل فيه. وقد: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ } يقول: مثل حال. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ } قال: مثل ما أصابهم. وقوله: { وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ } يعني قوم إبراهيم، وقوم لوط، وهم أيضا من الأحزاب، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سيعد، عن قتادة { وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ } قال: هم الأحزاب. وقوله: { وَما اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً للْعِبادِ } يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه: وما أهلك الله هذه الأحزاب من هذه الأمم ظلماً منه لهم بغير جرم اجترموه بينهم وبينه، لأنه لا يريد ظلم عباده، ولا يشاؤه، ولكنه أهلكهم بإجرامهم وكفرهم به، وخلافهم أمره.