يعنـي تعالـى ذكره بقوله: { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ }: واختبروا عقول يتاماكم فـي أفهامهم، وصلاحهم فـي أديانهم، وإصلاحهم أموالهم. كما: حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة والـحسن فـي قوله: { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ } قالا: يقول: اختبروا الـيتامى. حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: أما ابتلوا الـيتامى: فجرّبوا عقولهم. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ } قال: عقولهم. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس، قوله: { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ } قال: اختبروهم. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } قال: اختبروه فـي رأيه وفـي عقله كيف هو إذا عرف أنه قد أُنس منه رشد دفع إلـيه ماله. قال: وذلك بعد الاحتلام. قال أبو جعفر: وقد دللنا فـيـما مضى قبل علـى أن معنى الابتلاء: الاختبـار، بـما فـيه الكفـاية عن إعادته. وأما قوله: { إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } فإنه يعنـي: إذا بلغوا الـحلـم. كما: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ }: حتـى إذا احتلـموا. حدثنـي علـيّ بن داود قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـي بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس: { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } قال: عند الـحلـم. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } قال: الـحلـم. القول فـي تأويـل قوله: { فإنْ ءَانَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً }. يعنـي قوله: { فإنْ ءَانَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً }: فإن وجدتـم منهم وعرفتـم. كما: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس: { فإنْ ءَانَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً } قال: عرفتـم منهم. يقال: آنست من فلان خيراً وقرىء بـمدّ الألف إيناساً، وأنست به آنسُ أُنْساً بقصر ألفها: إذا ألفه. وقد ذكر أنها فـي قراءة عبد الله: «فإنْ أحْسَيْتُـمْ مِنْهُمْ رُشْدا» بـمعنى: أحسستـم: أي وجدتـم. واختلف أهل التأويـل فـي معنى الرشد الذي ذكره الله فـي هذه الآية، فقال بعضهم: معنى الرشد فـي هذا الـموضع: العقل والصلاح فـي الدين. ذكر من قال ذلك: حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: { فإنْ ءَانَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً } عقولاً وصلاحاً. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { فإنْ ءَانَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً } يقول: صلاحاً فـي عقله ودينه.