الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: والذين صدّقوا بوحدانـية الله، وأقرّوا بنبوّة رسله أجمعين، وصدّقوهم فـيـما جاءوهم به من عند الله من شرائع دينه { ولَـمْ يُفَرِّقُوا بـينَ أحَدٍ مِنْهُمْ } يقول: ولـم يكذّبوا بعضهم، ويصدّقوا بعضهم، ولكنهم أقرّوا أن كلّ ما جاءوا به من عند ربهم حقّ. أولَئِكَ يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم من الـمؤمنـين بـالله ورسله، { سَوْفَ يُؤْتِـيهِمْ } يقول: سوف يعطيهم { أُجُورَهُمْ } يعنـي: جزاءهم، وثوابهم علـى تصديقهم الرسل فـي توحيد الله وشرائع دينه وما جاءت به من عند الله. { وكانَ اللَّهُ غَفُوراً } يقول: يغفر لـمن فعل ذلك من خـلقه ما سلف له من آثامه، فـيستر علـيه بعفوه له عنه وتركه العقوبة علـيه، فإنه لـم يزل لذنوب الـمنـيبـين إلـيه من خـلقه { غَفُوراً رَحِيـماً } ، يعنـي: ولـم يزل بهم رحيـماً بتفضله علـيهم بالهداية إلـى سبـيـل الـحقّ وتوفـيقه إياهم لـما فـيه خلاص رقابهم من النار.