يقول تعالـى ذكره: { إنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي } إلـى الـحقّ ودينه الإسلام، والإقرار بوحدانـيته، فـيوفقه له { مَنْ هُوَ كاذِبٌ } مفتر علـى الله، يتقوّل علـيه البـاطل، ويضيف إلـيه ما لـيس من صفته، ويزعم أن له ولداً افتراء علـيه، كفـار لنعمه، جحود لربوبـيته. وقوله: { لَوْ أرَادَ اللّهُ أنْ يَتَّـخِذَ وَلِداً } يقول تعالـى ذكره: لو شاء الله اتـخاذ ولد، ولا ينبغي له ذلك، لاصطفـى مـما يخـلق ما يشاء، يقول: لاختار من خـلقه ما يشاء. وقوله: { سُبْحانَهُ هُوَ اللّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ } يقول: تنزيها لله عن أن يكون له ولد، وعما أضاف إلـيه الـمشركون به من شركهم { هُوَ اللّهُ } يقول: هو الذي يَعْبده كلّ شيء، ولو كان له ولد لـم يكن له عبداً، يقول: فـالأشياء كلها له ملك، فأنى يكون له ولد، وهو الواحد الذي لا شريك له فـي مُلكه وسلطانه، والقهار لـخـلقه بقدرته، فكل شيء له متذلِّل، ومن سطوته خاشع.