الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

يقول تعالـى ذكره: ولقد مثَّلنا لهؤلاء الـمشركين بـالله من كلّ مثل من أمثال القرون للأمـم الـخالـية، تـخويفـاً منَّا لهم وتـحذيراً { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } يقول: لـيتذكروا فـينزجروا عما هم علـيه مقـيـمون من الكفر بـالله. وقوله: { قُرآناً عَرَبِـيًّا } يقول تعالـى ذكره: لقد ضربنا للناس فـي هذا القرآن من كلّ مثل قرآناً عربـياً { غيرَ ذِي عِوَجٍ } يعنـي: ذي لبس، كما: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا رقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { قُرآناً عَرَبـيًّا غيرَ ذِي عِوَجٍ }: غير ذي لبس. ونصب قوله: { قُرآناً عَرَبـيًّا } علـى الـحال من قوله: هذا القرآن، لأن القرآن معرفة، وقوله { قُرآناً عَرَبِـيًّا } نكرة. وقوله: { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } يقول: جعلنا قرآناً عربـياً إذ كانوا عربـاً، لـيفهموا ما فـيه من الـمواعظ، حتـى يتقوا ما حذّرهم الله فـيه من بأسه وسطوته، فـينـيبوا إلـى عبـادته وإفراد الألوهة له، ويتبّرؤوا من الأنداد والآلهة.