الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } * { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } * { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } * { رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ }

يقول تعالـى ذكره { وَوَهْبَنا لدَاوُدَ سُلَـيْـمانَ } ابنه ولداً { نَعْمَ العَبْدُ } يقول: نعم العبد سلـيـمان { إنَّهُ أوَّابٌ } يقول: إنه رجاع إلـى طاعة الله توّاب إلـيه مـما يكرهه منه. وقـيـل: إنه عُنِـي به أنه كثـير الذكر لله والطاعة. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس { نِعْمَ العَبْدُ إنَّهُ أوَّابٌ } قال: الأوّاب: الـمسبِّح. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { نَعْمَ العَبْدُ إنَّهُ أوَّابٌ } قال: كان مطيعاً لله كثـير الصلاة. حدثنا مـحمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قوله: { نَعْمَ العَبْدُ إنَّهُ أوَّابٌ } قال: الـمسبِّح. والـمسبِّح قد يكون فـي الصلاة والذكر. وقد بـيَّنا معنى الأوّاب، وذكرنا اختلاف أهل التأويـل فـيه فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته هاهنا. وقوله: { إذْ عُرِضَ عَلَـيْهِ بـالعَشِيّ الصَّافناتُ الـجِيادُ } يقول تعالـى ذكره: إنه توّاب إلـى الله من خطيئته التـي أخطأها، إذ عرض علـيه بـالعشيّ الصافنات فإذ من صلة أوّاب، والصافنات: جمع الصافن من الـخيـل، والأنثى: صافنة، والصافن منها عند بعض العرب: الذي يجمع بـين يديه، ويثنـي طرف سُنْبك إحدى رجلـيه، وعند آخرين: الذي يجمع يديه. وزعم الفراء أن الصافن: هو القائم، يقال منه: صَفَنَتِ الـخيـلُ تَصْفِن صُفُوناً. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول الله: { الصَّافِناتُ الـجِيادُ } قال: صُفُون الفرس: رَفْعُ إحدى يديه حتـى يكون علـى طرف الـحافر. حدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: صَفَنَ الفرسُ: رفع إحدى يديه حتـى يكون علـى طرف الـحافر. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { إذْ عُرِضَ عَلَـيْهِ بـالعَشِيّ الصَّافِناتُ الـجِيادُ } يعنـي: الـخيـل، وصُفونها: قـيامها وبَسْطها قوائمها. حدثنا مـحمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: الصافنات، قال: الـخيـل. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { الصَّافِناتُ الـجِيادُ } قال: الـخيـل أخرجها الشيطان لسلـيـمان، من مَرْج من مروج البحر. قال: الـخيـل والبغال والـحمير تَصْفِن، والصَّفْن أن تقول علـى ثلاث، وترفع رجلاً واحدة حتـى يكون طرف الـحافر علـى الأرض. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: الصافنات: الـخيـل، وكانت لها أجنـحة. وأما الـجياد، فإنها السِّراع، واحدها: جواد، كما: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: الـجياد: قال: السِّراع.

السابقالتالي
2 3