الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } * { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ }

يقول تعالـى ذكره: وإن إلـياس، وهو إلـياس بن ياسين بن فنـحاص بن العيزار بن هارون بن عمران فـيـما: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سَلَـمة، عن ابن إسحاق. وقـيـل: إنه إدريس. حدثنا بذلك بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان يقال: إلـياس هو إدريس. وقد ذكرنا ذلك فـيـما مضى قبل. وقوله: { لَـمِنَ الـمُرْسَلِـينَ } يقول جلّ ثناؤه: لـمرسل من الـمرسلـين { إذْ قالَ لَقَوْمِهِ ألا تَتَّقُونَ }؟ يقول حـين، قال لقومه فـي بنـي إسرائيـل: ألا تتقون الله أيها القوم، فتـخافونه، وتـحذرون عقوبته علـى عبـادتكم ربـاً غير الله، وإلهاً سواهوَتَذَرُونَ أحْسَنَ الـخالِقِـينَ } يقول: وتَدَعون عبـادةَ أحسنِ مَن قـيـل له خالق. وقد اختلف فـي معنى بَعْل، فقال بعضهم: معناه: أتدعون ربـاً؟ وقالوا: هي لغة لأهل الـيـمن معروفة فـيهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا حِرْميّ بن عُمارة، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرنـي عُمارة، عن عكرمة، فـي قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً } قال: إلهاً. حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا عمارة، عن عكرمة، فـي قوله: { أتَدْعونَ بَعْلاً } يقول: أتدعون ربـا، وهي لغة أهل الـيـمن، تقول: مَنْ بَعْل هذا الثور: أي من رَبُّه؟. حدثنـي زكريا بن يحيى بن أبـي زائدة ومـحمد بن عمرو، قالا: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً }؟ قال: ربـاً. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً } قال: هذه لغة بـالـيـمانـية: أتدعون ربـاً دون الله. حدثنا مـحمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً } قال: رَبّـاً. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن عبد الله بن أبـي يزيد، قال: كنت عند ابن عبـاس فسألوه عن هذه الآية: { أتَدْعُونَ بَعْلاً } قال: فسكت ابن عبـاس، فقال رجل: أنا بعلُها، فقال ابن عبـاس: كفـانـي هذا الـجواب. وقال آخرون: هو صنـم كان لهم يقال له بَعْل، وبه سميت بعلبك. ذكر من قال ذلك: حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً } يعنـي: صنـماً كان لهم يسمى بَعْلاً. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { أتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أحْسَنَ الـخالِقِـينَ }؟ قال: بعل: صنـم كانوا يعبدون، كانوا ببعلك، وهم وراء دمشق، وكان بها البعل الذي كانوا يعبدون. وقال آخرون: كان بَعْل: امرأة كانوا يعبدونها. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: سمعت بعض أهل العلـم يقول: ما كان بَعْل إلا امرأة يعبدونها من دون الله.

السابقالتالي
2 3 4