الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } * { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ }

يقول تعالـى ذكره: ودلـيـل لهم أيضاً، وعلامة علـى قُدرتنا علـى كلّ ما نشاء، حملنا ذرّيتهم يعنـي من نـجا من ولد آدم فـي سفـينة نوح، وإياها عنى جلّ ثناؤه بـالفُلك الـمشحون والفلك: هي السفـينة، والـمشحون: الـمـملوء الـموقر. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس قوله: { أنَّا حَمَلْنا ذُرّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يقول: الـمـمتلـىء. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { فـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يعنـي الـمثقل. حدثنـي سلـيـمان بن عبد الـجبـار، قال: ثنا مـحمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد { الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } قال: الـموقَر. حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا يونس، عن الـحسن، فـي قوله: { الـمَشْحُونَ } قال: الـمـحمول. حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { أنَّا حَمَلْنا ذُرّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يعنـي: سفـينة نوح علـيه السلام. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَآيَةٌ لَهُمْ أنَّا حَمْلنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } الـمُوقَر، يعنـي سفـينة نوح. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } قال: الفلك الـمشحون: الـمَرْكَب الذي كان فـيه نوح، والذرية التـي كانت فـي ذلك الـمركب قال: والـمشحون: الذي قد شُحن، الذي قد جعل فـيه لـيركبه أهله، جعلوا فـيه ما يريدون، فربـما امتلأ، وربـما لـم يـمتلـىء. حدثنا الفضل بن الصبـاح، قال: ثنا مـحمد بن فضيـل، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عبـاس قال: أتدرون ما الفُلك الـمشحون؟ قلنا: لا، قال: هو الـمُوقَر. حدثنا عمرو بن عبد الـحميد الآمُلِـي، قال: ثنا هارون، عن جُوَيبر، عن الضحاك، فـي قوله: { الفُلكِ الـمَشحُون } قال الـمُوقَر. وقوله: { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } يقول تعالـى ذكره: وخـلقنا لهؤلاء الـمشركين الـمكذّبـيك يا مـحمد، تفضلاً منا علـيهم، من مثل ذلك الفلك الذي كنا حملنا من ذرّية آدم مَنْ حملنا فـيه الذي يركبونه من الـمراكب. ثم اختلف أهل التأويـل فـي الذي عُنـي بقوله: { ما يَرْكَبُونَ } فقال بعضهم: هي السفن. ذكر من قال ذلك: حدثنا الفضل بن الصبـاح، قال: ثنا مـحمد بن فضيـل، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عبـاس قال: تدرون ما { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ }؟ قلنا: لا. قال: هي السفن جُعلت من بعد سفـينة نوح علـى مِثْلها. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفـيان، عن السديّ، عن أبـي مالك فـي قوله: { وَخَـلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ } قال: السفن الصغار.

السابقالتالي
2 3