الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

يقول تعالـى ذكره: قل يا مـحمد لقومك الـمكذّبـيك، الرّادّين علـيك ما أتـيتهم به من عند ربك: ما أسألكم من جُعْلٍ علـى إنذاريكم عذاب الله، وتـخويفكم به بأسه، ونصيحتـي لكم فـي أمري إياكم بـالإيـمان بـالله، والعمل بطاعته، فهو لكم لا حاجة لـي به. وإنـما معنى الكلام: قل لهم: إنـي لـم أسألكم علـى ذلك جُعْلاً فتتهمونـي، وتظنوا أنـي إنـما دعوتكم إلـى اتبـاعي لـمال آخذه منكم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { قُلْ ما سألْتُكُمْ مِنْ أجْر }: أي جُعل { فَهُوَ لَكُمْ } يقول: لـم أسألكم علـى الإسلام جُعْلاً. وقوله: { إنْ أجْرِيَ إلاَّ عَلـى اللّهِ } يقول: ما ثوابـي علـى دعائكم إلـى الإيـمان بـالله، والعمل بطاعته، وتبلـيغكم رسالته، إلاَّ علـى الله { وَهُوَ عَلـى كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } يقول: والله علـى حقـيقة ما أقول لكم شهيد يشهد لـي به، وعلـى غير ذلك من الأشياء كلها.