يقول تعالـى ذكره: ويوم نـحشر هؤلاء الكفـار بـالله جميعاً، ثم نقول للـملائكة: أهؤلاء كانوا يعبدونكم من دوننا؟ فتتبرأ منهم الـملائكة { قَالُوا سُبْحَانَكَ } ربنا، تنزيهاً لك وتبرئة مـما أضاف إلـيك هؤلاء من الشركاء والأنداد { أَنْتَ وَلِـيُّنَا مِنْ دونِهِمْ } لا نتـخذ ولـياً دونك { بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْـجِنَّ }. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَيَوْمَ نَـحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ للْـمَلاَئِكة أهَؤُلاءِ إيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ } استفهام، كقوله لعيسى:{ أءَنْتَ قُلْتَ للنَّاسِ اتَّـخِذُونِـي وأُمِّيَ إلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ } ؟ وقوله: { أكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ } يقول: أكثرهم بـالـجنّ مصدّقون، يزعمون أنهم بنات الله، تعالـى الله عما يقولون عُلُوّاً كبـيراً.