الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } * { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً }

يقول تعالـى ذكره: وقال الكافرون يوم القـيامة فـي جهنـم: ربنا إنا أطعنا أئمتنا فـي الضلالة وكبراءنا فـي الشرك { فَأَضَلُّونا السَّبِـيـلَ } يقول: فأزالونا عن مـحجة الـحقّ، وطريق الهدى، والإيـمان بك، والإقرار بوحدانـيتك، وإخلاص طاعتك فـي الدنـيا { رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَـيْنِ مِنَ العَذَابِ } يقول: عذّبهم من العذاب مِثْلَـى عذابنا الذي تعذّبنا { وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبـيراً } يقول: واخزهم خزياً كبـيراً. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { رَبَّنا إنَّا أطَعْنا سادَتَنا وكُبَراءنَا } أي رؤوسنا فـي الشرّ والشرك. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { إنَّا أطَعْنا سادَتَنا وكُبَرَاءَنا } قال: هم رؤوس الأمـم الذين أضلوهم، قال: سادتنا وكبراءنا واحد. وقرأت عامة قرّاء الأمصار: { سادَتَنا }. ورُوي عن الـحسن البصري: «سادَاتِنا» علـى الـجماع، والتوحيد فـي ذلك هي القراءة عندنا، لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه. واختلفوا فـي قراءة قوله: { لَعْناً كَبِـيراً } فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار بـالثاء: «كَثِـيراً» من الكثرة، سوى عاصم، فإنه قرأه { لَعْناً كَبِـيراً } من الكبر. والقراءة فـي ذلك عندنا بـالثاء لإجماع الـحجة من القراء علـيها.