الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ }

اختلف أهل التأويـل فـي الـمراد من قول الله { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْنِ فِـي جَوْفِهِ } فقال بعضهم: عنى بذلك تكذيب قوم من أهل النفـاق، وصفوا نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم بأنه ذو قلبـين، فنفـى الله ذلك عن نبـيه، وكذّبهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا حفص بن نفـيـل، قال: ثنا زهير بن معاوية، عن قابوس بن أبـي ظبـيان أن أبـاه حدثه، قال: قلنا لابن عبـاس: أرأيت قول الله { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْن فِـي جَوْفِه } ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فصلـى، فخطر خطرة فقال الـمنافقون الذين يصلون معه: إن له قلبـين، قلبـاً معكم، وقلبـا معهم، فأنزل الله: { ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـين فـي جَوْفِهِ }. وقال آخرون: بل عنى بذلك: رجل من قريش كان يُدعى ذا القلبـين من دِهْيه. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس: { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْنِ فِـي جَوْفِهِ } قال: كان رجل من قريش يسمى من دهيه ذا القلبـين، فأنزل الله هذا فـي شأنه. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـين فِـي جَوْفِهِ } قال: إن رجلاً من بنـي فهر، قال: إن فـي جوفـي قلبـين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل مـحمد «وكذب». حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْنِ فِـي جَوْفِهِ } قال قتادة: كان رجل علـى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبـين، فأنزل الله فـيه ما تسمعون. قال قتادة: وكان الـحسن يقول: كان رجل يقول لـي: نفس تأمرنـي، ونفس تنهانـي، فأنزل الله فـيه ما تسمعون. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن خصيف، عن عكرمة، قال: كان رجل يسمى ذا القلبـين، فنزلت { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْنِ فِـي جَوْفِه }. وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تبنَّاه، فضرب الله بذلك مثلاً. ذكر من قال ذلك: حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، فـي قوله: { ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَـيْنِ فِـي جَوْفِهِ } قال: بلغنا أن ذلك كان فـي زيد بن حارثة، ضرب له مثلاً يقول: لـيس ابن رجل آخر ابنك.

السابقالتالي
2