الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

يقول تعالـى ذكره: فلا تعلـم نفس ذي نفسٍ ما أخفـى الله لهؤلاء الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم فـي هاتـين الآيتـين، مـما تقرّ به أعينهم فـي جنانه يوم القـيامة { جَزَاءً بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ } يقول: ثوابـاً لهم علـى أعمالهم التـي كانوا فـي الدنـيا يعملون. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عبـيد الـمـحاربـي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبـي إسحاق، عن أبـي عبـيدة، قال: قال عبد الله: إن فـي التوراة مكتوبـاً: لقد أعدّ الله للذين تتـجافـى جنوبهم عن الـمضاجع ما لـم تر عين، ولـم يخطر علـى قلب بشر، ولـم تسمع أذن، وما لـم يسمعه ملك مقرّب. قال: ونـحن نقرؤها: { فَلا تَعْلَـمُ نَفْسٌ ما أُخْفِـيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ }. حدثنا خلاد، قال: أخبرنا النضر بن شميـل، قال: أخبرنا إسرائيـل، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن عُبـيدة بن ربـيعة، عن ابن مسعود، قال: مكتوب فـي التوراة علـى الله للذين تتـجافـى جنوبهم عن الـمضاجع ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر علـى قلب بشر، فـي القرآن { فَلا تَعْلَـمُ نَفْسٌ ما أُخْفِـيَ لَهُمْ منْ قُرَّةِ أعْيُن جَزَاءً بِـمَا كانُوا يَعْمَلُونَ }. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن أبـي إسحاق، عن أبـي عبـيدة، عن عبد الله قال: خبىء لهم ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر علـى قلب بشر. قال سفـيان: فـيـما علـمت علـى غير وجه الشكّ. حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبـي إسحاق قال: سمعت أبـا عبـيدة، قال: قال عبد الله، قال، يعنـي الله: أعددت لعبـادي الصالـحين ما لـم تر عين، ولـم تسمع أذن، ولـم يخطر علـى قلب ناظر { فَلا تَعْلَـمُ نَفْسٌ ما أُخْفِـيَ لَهُمْ منْ قُرَّةِ أعْيُنِ جَزَاءً بِـما كانُوا يَعْمَلونَ }. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن صلت، عن قـيس بن الربـيع، عن أبـي إسحاق، عن عبـيدة بن ربـيعة الـحارثـي، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن فـي التوراة للذين تتـجافـى جنوبهم عن الـمضاجع من الكرامة، ما لـم تر عين، ولـم يخطر علـى قلب بشر، ولـم تسمع أذن، وإنه لفـي القرآن { فَلا تَعْلَـمُ نَفْسٌ ما أُخْفِـيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُن }. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا الأشجعي، عن ابن أبجر، قال: سمعت الشعبـيّ يقول: سمعت الـمغيرة بن شعبة يقول علـى الـمنبر: إن موسى صلى الله عليه وسلم سأل عن أبخس أهل الـجنة فـيها حظاً، فقـيـل له: رجل يُؤتـى به وقد دخـل أهل الـجنة الـجنة، قال: فـيقال له: ادخـل، فـيقول: أين وقد أخذ الناس أَخَذاتهم؟ فـيقال: اعدد أربعة ملوك من ملوك الدنـيا، فـيكون لك مثل الذي كان لهم، ولك أخرى شهوة نفسك، فـيقول: أشتهي كذا وكذا، وأشتهي كذا ويقال: لك أخرى، لك لذّة عينك، فـيقول: ألذّ كذا وكذا، فـيقال: لك عشرة أضعاف مثل ذلك، وسأله عن أعظم أهل الـجنة فـيها حظا، فقال: ذاك شيء ختـمت علـيه يوم خـلقت السموات والأرض.

السابقالتالي
2 3 4