الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

يقول تعالـى ذكره: ولئن سألت يا مـحمد هؤلاء الـمشركين بـالله من قومك { مَنْ خَـلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضِ لَـيَقُولُنَّ اللّهُ، قُلِ الـحَمْدُ لِلّهِ } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد، فإذا قالوا ذلك، فقل لهم: الـحمد لله الذي خـلق ذلك، لا لـمن لا يخـلق شيئاً وهم يخـلقون. ثم قال تعالـى ذكره: { بَلْ أكْثَرُهُمْ لا يعْلَـمون } يقول: بل أكثر هؤلاء الـمشركون لا يعلـمون من الذي له الـحمد، وأين موضع الشكر. وقوله: { لِلّهِ ما فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ } يقول تعالـى ذكره: لله كلّ ما فـي السموات والأرض من شيء ملكاً كائناً ما كان ذلك الشيء من وثن وصنـم وغير ذلك، مـما يعبد أو لا يعبد { إنَّ الله هُوَ الغَنِـيُّ الـحَمِيدُ } يقول: إن الله هو الغنـيّ عن عبـادة هؤلاء الـمشركين به الأوثان والأنداد، وغير ذلك منهم ومن جميع خـلقه، لأنهم ملكه وله، وبهم الـحاجة إلـيه. { الـحميد } يعنـي الـمـحمود علـى نعمه التـي أنعمها علـى خـلقه.