الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

يقول تعالـى ذكره: ولقد آتـينا لقمان الفقه فـي الدين، والعقل، والإصابة فـي القول. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمان الـحِكْمَةَ } قال: الفقه والعقل والإصابة فـي القول من غير نُبوّة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمانَ الـحِكْمَةَ } أي الفقه فـي الإسلام. قال قَتادة: ولـم يكن نبـياً، ولـم يُوح إلـيه. حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا يونس، عن مـجاهد، فـي قوله { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمانَ الـحِكْمَةَ } قال: الـحكمة: الصواب. وقال غير أبـي بشر: الصواب فـي غير النبوّة. حدثنا ابن الـمثنى، ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد، أنه قال: كان لقمان رجلاً صالـحاً، ولـم يكن نبـياً. حدثنـي نصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ وابن حميد، قالا: ثنا حَكّام، عن سعيد الزبـيديّ، عن مـجاهد، قال: كان لقمان الـحكيـم عبداً حبشياً، غلـيظ الشفتـين، مصفح القدمين، قاضياً علـى بنـي إسرائيـل. حدثنـي عيسى بن عثمان بن عيسى الرملـيّ، قال: ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش، عن مـجاهد، قال: كان لقمان عبداً أسود، عظيـم الشفتـين، مُشقَّق القدمين. حدثنـي عبـاس بن مـحمد، قال: ثنا خالد بن مخـلد، قال: ثنا سلـيـمان بن بلال، قال: ثنـي يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن الـمسيب يقول: كان لقمان الـحكيـم أسود من سودان مصر. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: كان لقمان عبداً حبشياً. حدثنا العبـاس بن الولـيد، قال: أخبرنا أبـي، قال: ثنا الأوزاعيّ، قال: ثنا عبد الرحمن بن حَرْملة، قال: جاء أسود إلـى سعيد بن الـمسيب يسأل، فقال له سعيد: لا تـحزن من أجل أنك أسود، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان: بِلال، ومهجِّع مولـى عمر بن الـخطاب، ولُقمان الـحكيـم، كان أسود نوبـياً ذا مشافر. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن أبـي الأشهب، عن خالد الرَّبَعِيّ، قال: كان لقمان عبداً حبشياً نـجاراً، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها. قال: أخرج أطيب مُضْغَتـين فـيها، فأخرج اللسان والقلب. ثم مكث ما شاء الله، ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها. فقال: أخرج أخبث مضغتـين فـيها، فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تـخرج أطيب مضغتـين فـيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تـخرج أخبث مضغتـين فـيها فأخرجتهما فقال له لقمان: إنه لـيس من شيء أطيب منهما إذا طابـا، ولا أخبث منهما إذا خَبثا.

السابقالتالي
2