الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }

يقول تعالـى ذكره: فإذا ركب هؤلاء الـمشركون السفـينة فـي البحر، فخافوا الغرق والهلاك فـيه { دَعُوا اللّهَ مُخْـلِصِينَ لَهُ الدّينَ } يقول: أخـلصوا لله عند الشدّة التـي نزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بـالعبودة، ولـم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بـالله الذي خـلقهم { فلَـمَّا نَـجَّاهُمْ إلـى البَرّ } يقول: فلـما خـلصهم مـما كانوا فـيه وسلَّـمهم، فصاروا إلـى البرّ إذا هم يجعلون مع الله شريكا فـي عبـادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربـابـاً. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فلَـمَّا نَـجَّاهُمْ إلـى البَرّ إذّا هُمْ يُشْرِكُونَ } فالخلق كلهم يقرّون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك القول فى تأويل قوله تعالى: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فَلمَّا نِجَّيهُمْ إلى البَرَّ إذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } فالخلق كلهم يقرّون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك.