الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }

يقول تعالـى ذكره: أم حسب الذين يشركون بـالله فـيعبدون معه غيره، وهم الـمعنـيون بقوله { الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أنْ يَسْبَقُونا } يقول: أن يعجزونا فـيفوتونا بأنفسهم، فلا نقدر علـيهم فننتقم منهم لشركهم بـالله؟ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله { أمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ } أي الشرك أن يسبقونا. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { أنْ يَسْبِقُونا } أن يعجزونا. وقوله: { ساءَ ما يَحْكُمونَ } يقول تعالـى ذكره: ساء حكمهم الذي يحكمون بأن هؤلاء الذين يعملون السيئات يسبقوننا بأنفسهم.