الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

يقول تعالـى ذكره: ورزقناه من لدنا إسحاق ولداً، ويعقوبَ من بعده وَلَدَ وَلَدٍ. كما: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: { وَوَهَبْنا لَهُ إسحَاقَ وَيَعْقُوبَ } قال: هما ولدا إبراهيـم. وقوله: { وَجَعَلْنا فِـي ذُرِّيَّتِهِ النُّبَوَّةَ والكِتابَ } بـمعنى الـجمع، يراد به الكتب، ولكنه خُرِّج مُخْرج قولهم: كثر الدرهم والدينار عند فلان. وقوله: { وآتَـيْناهُ أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا } يقول تعالـى ذكره: وأعطيناه ثواب بلائه فـينا فـي الدنـيا { وَإنَّهُ } مع ذلك { فـي الآخِرةِ لَـمِنَ الصَّالِـحينَ } فله هناك أيضا جزاء الصالـحين، غير منتقص حَظُّه بـما أعطي فـي الدنـيا من الأجر علـى بلائه فـي الله، عما له عنده فـي الآخرة. وقـيـل: إن الأجر الذي ذكره الله عزّ وجلّ، أنه آتاه إبراهيـم فـي الدنـيا هو الثناء الـحسن، والولد الصالـح. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { وآتَـيْناه أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا } قال: الثناء. حدثنـي أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، عن لـيث قال: أرسل مـجاهد رجلاً يقال له قاسم إلـى عكرِمة يسأله عن قوله { وآتَـيْناهُ أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا. وَإنَّهُ فِـي الآخِرَةِ لَـمِنَ الصَّالِـحِينَ } قال: قال أجره فـي الدنـيا أن كل ملة تتولاه، وهو عند الله من الصالـحين، قال: فرجع إلـى مـجاهد فقال: أصاب. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يـمان، عن مندل، عمن ذكره، عن ابن عبـاس { وآتَـيْناهُ أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا } قال: الولد الصالـح والثناء. حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس { وآتَـيْناهُ أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا } يقول: الذكر الـحسن. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله { وآتَـيْناهُ أجْرَهُ فِـي الدُّنْـيا } قال: عافـية وعملاً صالـحاً، وثناء حسناً، فلست بلاق أحداً من الـملل إلا يرى إبراهيـم ويتولاه { وَإنَّهُ فِـي الآخِرَةِ لَـمِنَ الصَّالِـحِينَ }.