الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

يقول تعالـى ذكره: فأنـجينا نوحا وأصحاب سفـينته، وهم الذين حملهم فـي سفـينته من ولده وأزواجهم. وقد بـيَّنا ذلك فـيـما مضى قبل، وذكرنا الروايات فـيه، فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع. { وَجَعَلْناها آيَةً للْعالَـمِينَ } يقول: وجعلنا السفـينة التـي أنـجيناه وأصحابه فـيها عبرة وعظة للعالـمين، وحجة علـيهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة، قوله { فأنـجَيْناهُ وأصحَابَ السَّفِـينَةِ... } الآية. قال: أبقاها الله آية للناس بأعلـى الـجوديّ. ولو قـيـل: معنى: { وَجَعَلْناها آيَةً للعالَـمِينَ } وجعلنا عقوبتنا إياهم آية للعالـمين، وجعل الهاء والألف فـي قوله { وَجَعَلْناها } كناية عن العقوبة أو السخط، ونـحو ذلك، إذ كان قد تقدم ذلك فـي قولهفأخَذَهُمُ الطُّوفـانُ وَهُمْ ظالِـمُونَ } كان وجهاً من التأويـل.