الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

يقول تعالـى ذكره، مخبراً عن قـيـل قوم قارون له: لا تبغ يا قارون علـى قومك، بكثرة مالك، والتـمس فـيـما آتاك الله من الأموال خيرات الآخرة، بـالعمل فـيها بطاعة الله فـي الدنـيا. وقوله: { وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } يقول: ولا تترك نصيبك وحظك من الدنـيا، أن تأخذ فـيها بنصيبك من الآخرة، فتعمل فـيه بـما ينـجيك غداً من عقاب الله. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا، وأحْسِنْ كمَا أحْسَنَ اللّهُ إلَـيْكَ } يقول: لا تترك أن تعمل لله فـي الدنـيا. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن سفـيان، عن الأعمش، عن ابن عبـاس { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: أن تعمل فـيها لآخرتك. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا قرة بن خالد، عن عون بن عبد الله { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: إن قوما يضعونها علـى غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنـيا: تعمل فـيها بطاعة الله. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن الـمبـارك، عن معمر، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: العمل بطاعته. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يـمان، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، قال: تعمل فـي دنـياك لآخرتك. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: العمل فـيها بطاعة الله. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن سفـيان، عن عيسى الـجُرَشِيّ، عن مـجاهد { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: أن تعمل فـي دنـياك لآخرتك. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن مـجاهد، قال: العمل بطاعة الله: نصيبه من الدنـيا، الذي يُثاب علـيه فـي الآخرة. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا } قال: لا تنس أن تقدّم من دنـياك لآخرتك، فإِنـما تـجد فـي آخرتك ما قدّمت فـي الدنـيا، فـيـما رزقك الله. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تترك أن تطلب فـيها حَظَّك من الرزق. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة { وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْـيا }: قال الـحسن: ما أحلّ الله لك منها، فإن لك فـيه غِنًى وكفـاية.

السابقالتالي
2