الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ }

يقول تعالـى ذكره: قال الله لـموسى { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ } أي نقوّيك ونُعينك بأخيك. تقول العرب إذا أعزّ رجل رجلاً، وأعانه ومنعه مـمن أراده بظلـم: قد شَدّ فلان علـى عَضُد فلان، وهو مِن عاضده علـى أمره: إذا أعانه، ومنه قول ابن مقبل:
عاضَدْتُها بِعَتُودٍ غيرِ مُعْتَلَثٍ   كأنَّهُ وَقْـفُ عاجٍ بـاتَ مَكْنُونا
يعنـي بذلك: قوسا عاضدها بسهم. وفـي العضُد لغات أربع: أجودها: العَضُد، ثم العَضْدُ، ثم العُضُد، والعُضْد. يجمع جميع ذلك علـى أعضاد. وقوله: { ونَـجْعَلُ لَكما سُلْطاناً } يقول: ونـجعل لكما حجة. كما: حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله { لَكُما سُلْطاناً } حجة. حدثنا القاسم قال: قال: ثنا الـحسين قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ { ونَـجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً } والسلطان: الـحجة. وقوله: { فَلا يَصِلُونَ إلَـيْكُما } يقول تعالـى ذكره: فلا يصل إلـيكما فرعون وقومه بسوء. وقوله: بِآياتِنا يقول تعالـى ذكره: { فَلاَ يَصِلُونَ إلَـيْكُمَا } فرعون وقومه { بِآياتِنا أنْتُـما وَمَنِ اتَّبَعَكُما الغالِبُونَ } فـالبـاء فِـي قوله بآياتنا من صلة غالبون. ومعنى الكلام: أنتـما ومن اتبعكما الغالبون فرعون وملأه بآياتنا أي بحجتنا وسلطاننا الذي نـجعله لكما.