الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

يقول تعالـى ذكره: { فَرَدَدْنَا } موسى { إلَـى أُمِّهِ } بعد أن التقطه آل فرعون، لتقرّ عينها بـابنها، إذ رجع إلـيها سلـيـماً من قَتل فرعون { وَلا تَـحْزَنْ } علـى فراقه إياها { وَلِتَعْلَـمَ أنَّ وَعْدَ اللّهِ } الذي وعدها إذ قال لهافإذَا خِفْتِ عَلَـيْهِ فأَلْقِـيهِ فِـي الْـيَـمّ وَلا تَـخافِـي وَلا تَـحْزَنِـي... } الآية، حقّ. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة { فَرَدَدْناهُ إلـى أُمِّهِ } فقرأ حتـى بلغ { لا يَعْلَـمُونَ } ووعدها أنه رادّه إلـيها وجاعله من الـمرسلـين، ففعل الله ذلك بها. وقوله: { وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَـمُونَ } يقول تعالـى ذكره: ولكن أكثر الـمشركين لا يعلـمون أن وعد الله حقّ، لا يصدّقون بأن ذلك كذلك.