الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ } * { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } * { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ }

يقول تعالـى ذكره: قال إبراهيـم لقومه: أفرأيتـم أيها القوم ما كنتـم تعبدون من هذه الأصنام أنتـم وآبـاؤكم الأقدمون، يعنـي بـالأقدمين: الأقدمين من الذين كان إبراهيـم يخاطبهم، وهم الأوّلون قبلهم مـمن كان علـى مثل ما كان علـيه الذين كلـمهم إبراهيـم من عبـادة الأصنام، فإنهم عدوّ لـي إلا ربّ العالـمين. يقول قائل: وكيف يوصف الـخشب والـحديد والنـحاس بعداوة ابن آدم؟ فإن معنى ذلك: فإنهم عدوّ لـي لو عبدتهم يوم القـيامة، كما قال جلّ ثناؤهواتَّـخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِـيَكُونُوا لَهُمْ عِزّا، كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبـادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَـيْهِمْ ضِدّاً } وقوله: { إلاَّ رَبَّ العالَـمينَ } نصبـا علـى الاستثناء، والعدوّ بـمعنى الـجمع، ووحد لأنه أخرج مخرج الـمصدر، مثل القعود والـجلوس. ومعنى الكلام: أفرأيتـم كلّ معبود لكم ولآبـائكم، فإنـي منه بريء لا أعبده، إلا ربّ العالـمين.