الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } * { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

يقول تعالى ذكره: فإن عصتك يا محمد عشيرتك الأقربون الذين أمرتك بإنذارهم، وأبوا إلا الإقامة علـى عبـادة الأوثان، والإشراك بـالرحمن، فقل لهم: { إنّـي بَرِيءٌ مِـمَّا تَعْمَلُونَ } من عبـادة الأصنام ومعصية بـاريء الأنام { وَتَوَكَّلْ عَلـى العَزِيزِ } فـي نقمته من أعدائه { الرَّحِيـمِ } بـمن أناب إلـيه وتاب من معاصيه، { الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ } يقول: الذي يراك حين تقوم إلـى صلاتك. وكان مـجاهد يقول فـي تأويـل ذلك ما: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج عن مـجاهد، قوله: { الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ } قال: أينـما كنت. { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ويرى تقلبك فـي صلاتك حين تقوم، ثم تركع، وحين تسجد. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } يقول: قـيامك وركوعك وسجودك. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، قال: سمعت أبـي وعلـيّ بن بذيـمة يحدّثان عن عكرِمة فـي قوله: { يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: قـيامه وركوعه وسجوده. حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال عكرِمة، فـي قوله: { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: قائماً وساجداً وراكعاً وجالساً. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ويرى تقلبك فـي الـمصلـين، وإبصارك منهم من هو خـلفك، كما تبصر من هو بـين يديك منهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن لـيث، عن مـجاهد { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } كان يرى من خـلفه، كما يرى من قدّامه. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: الـمصلـين كان يرى مَن خـلفه فـي الصلاة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، قوله { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: الـمصلـين، قال: كان يرى فـي الصلاة من خـلفه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتقلبك مع الساجدين: أي تصرفك معهم فـي الـجلوس والقـيام والقعود. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جُرَيج: أخبرنـي عطاء الـخراسانـي عن ابن عبـاس، قال: { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: يراك وأنت مع الساجدين تَقَلَّب وتقوم وتقعد معهم. حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، فـي قوله: { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: فـي الـمصلـين. حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَتَقَلُّبَكَ فِـي السَّاجِدِينَ } قال: فـي الساجدين: الـمصلـين.

السابقالتالي
2