الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }

يقول تعالـى ذكره: لـيس علـيكم أيها الناس إثم وحرج أن تدخـلوا بـيوتاً لا ساكن بها بغير استئذان. ثم اختلفوا فـي ذلك أيّ البـيوت عَنَى، فقال بعضهم: عَنعى بها الـخانات والبـيوت الـمبنـية بـالطرق التـي لـيس بها سكان معروفون، وإنـما بنـيت لـمارّة الطريق والسابلة لـيأوُوا إلـيها ويُؤْوُوا إلـيها أمتعتهم. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا حجاج، عن سالـم الـمكّيّ، عن مـحمد ابن الـحنفـية، فـي قوله: { لَـيْسَ عَلَـيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ مَسْكُونَةٍ } قال: هي الـخانات التـي تكون فـي الطرق. حدثنـي عبـاس بن مـحمد، قال: ثنا مسلـم، قال: ثنا عمر بن فَرُّوخ، قال: سمعت قَتادة يقول: { بُـيُوتاً غيرَ مَسْكُونَةٍ } قال: هي الـخانات تكون لأهل الأسفـار. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن أبـي زائدة، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { لَـيْسَ عَلَـيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ مَسْكُونَةٍ فِـيها مَتاعٌ لَكُمْ } قال: كانوا يضعون فـي بـيوت فـي طرق الـمدينة متاعاً وأقتابـاً، فرُخِّص لهم أن يدخـلوها. حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: { بُـيُوتاً غيرَ مَسْكُونَةٍ } قال: هي البـيوت التـي ينزلها السَّفْر، لا يسكنها أحد. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { بُـيُوتاً غيرَ مسْكُونَةٍ } قال: كانوا يصنعون أو يضعون بطريق الـمدينة أقتابـاً وأمتعة فـي بـيوت لـيس فـيها أحد، فأحلّ لهم أن يدخـلوها بغير إذن. حدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله، إلا أنه قال: كانوا يضعون بطريق الـمدينة بغير شكّ. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله، غير أنه قال: كانوا يضعون بطريق الـمدينة أقتابـاً وأمتعة. حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا مُعاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فـي قوله: { أنْ تَدْخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ مسْكُونَةٍ } هي البـيوت التـي لـيس لها أهل، وهي البـيوت التـي تكون بـالطرق والـخَرِبة. { فِـيها مَتاعٌ } منفعة للـمسافر فـي الشتاء والصيف، يأوي إلـيها. وقال آخرون: هي بـيوت مكة. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلـم، عن سعيد بن سائق، عن الـحجاج بن أرطاة، عن سالـم بن مـحمد ابن الـحنفـية، فـي: { بُـيُوتا غيرَ مَسْكُونَةٍ } قال: هي بـيوت مكة. وقال آخرون: هي البـيوت الـخَرِبة. والـمتاع الذي قال الله فـيهالكم قضاء الـحاجة من الـخلاء والبول فـيها. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: سمعت عطاء يقول: { لَـيْسَ عَلَـيْكُمْ جُناحٌ أنْ تَدخُـلُوا بُـيُوتاً غيرَ مَسْكُونَةٍ فِـيها مَتاعٌ لَكُمْ } قال: الـخلاء والبول.

السابقالتالي
2 3